تدخل المنتخبات العربية غمار التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2025 بأمل جديد وطموحات متجددة، بعد سلسلة من التحديات والإخفاقات التي شهدتها النسخة السابقة. هذه التصفيات ليست مجرد مباريات تقليدية، بل هي مواجهات تحمل في طياتها الكثير من الترقب والإثارة.



      الفراعنة يتأهبون بقوة!        

في القاهرة، تستعد الجماهير المصرية لمتابعة منتخبهم الوطني في أولى مواجهاته ضد منتخب الرأس الأخضر. "الفراعنة"، بقيادة النجم العالمي محمد صلاح، يدخلون هذه المباراة ليس فقط بهدف الفوز، بل لاستعادة الهيبة التي اهتزت في النسخة الماضية. حسام حسن، المدير الفني، يضع ثقته في توليفة من المحترفين والمحليين، في خطوة تعكس إصراره على تحقيق بداية قوية. مواجهة الرأس الأخضر لن تكون سهلة؛ هذا المنتخب أثبت جدارته بوصوله إلى ربع النهائي في النسخة السابقة، ويضم لاعبين بارزين مثل مدافع فياريال لوغان كوشتا.

      الجزائر: وقت الثأر وإعادة الهيبة!        

أما في الجزائر، فالأنظار تتجه نحو مواجهة ثأرية ضد غينيا الاستوائية. "ثعالب الصحراء" يستعدون لاستعادة كرامتهم بعد الهزيمة المدوية التي تلقوها في النسخة الماضية. المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، ورغم الغيابات المؤثرة في صفوف فريقه، يظهر ثقة عالية في تجاوز هذه العقبة. مشاعر الغضب والانتقام تتداخل مع الحذر والتخطيط الدقيق؛ الجزائر لا تبحث فقط عن النقاط الثلاث، بل عن استعادة الكبرياء الوطني.

      تونس: خبرة البنزرتي ورهان النجاح       

في تونس، يراهن "نسور قرطاج" على خبرة المدرب فوزي البنزرتي، الذي يعيد الثقة في مجموعة من المخضرمين. مباراة مدغشقر لن تكون سهلة، ولكن البنزرتي يبدو واثقًا من قدرته على قيادة المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة التونسية. إنه رهان على الجودة والتكتيك الهجومي، وعلى اللعب بذكاء دون الاستهانة بأي خصم.

      المغرب: مسيرة التألق تستمر!        

وفي المغرب، وعلى الرغم من ضمان التأهل كمضيف، إلا أن "أسود الأطلس" يظهرون إصرارًا على الاستمرار في التألق. وليد الركراكي، المدرب الذي قاد المنتخب لنجاحات سابقة، يعزز تشكيلته بشباب الأولمبياد وبنجوم كبار مثل ياسين بونو وأشرف حكيمي. مباراة الغابون تشكل فرصة للمنتخب المغربي لإظهار قوته وثباته في المستوى، ليس فقط كمتأهلين تلقائيًا، بل كمرشحين حقيقيين للقب.




في النهاية، هذه التصفيات لا تقتصر على التنافس من أجل التأهل فقط، بل هي فرصة لإعادة كتابة التاريخ، لإثبات الذات، ولإعادة البريق إلى الكرة العربية على الساحة الإفريقية. المنتخبات العربية تدخل هذه المعركة وهي تعلم أن الأنظار كلها عليها، وأن الجماهير تتطلع إلى أداء مشرف ونتائج تعيد الثقة والفخر. فهل ستنجح في المهمة؟ لننتظر ونرى!